لماذا تساهم المواطنة في تطور المجتمع وتنميته، يعتبر مفهوم المواطنة أحد المصطلحات حديثة الظهور في عالم السياسة على الرغم من وجود إرهاصات لهذا المصطلح من قبل الفلاسفة القدماء من أمثال أفلاطون وأرسطو، أما التنظير الحقيق لهذا المصطلح بدأ منذ منتصف القرن الماضي، كما أن هذا المصطلح أصبح من الكلمات المفتاحية التي يستخدمها الخبراء والعلماء في مجال السياسة والتاريخ، انطلاقاً مما تقدم سنتعرف على مصطلح المواطنة ودورها في تطور المجتمع وتنميته، وبعض المعلومات ذات الصلة الوثيقة بذلك؛ للرد على الباحثين عن مصطلح المواطنة.

لماذا تساهم المواطنة في تطور المجتمع

يعتبر مفهوم المواطنة citizenship أحد المفاهيم الدالة على العلاقة القائمة بين الفرد والدولة كما يحددها قانون تلك الدولة، وبما تحتوي عليه هذه القوانين من واجبات وحقوق للمواطن والدولة، كما أن المواطنة تنم بشكل ضمني على درجة من الحرية مع سلسلة من المسؤوليات، في الإطار ذاته يُذكر إن مصطلح المواطنة ظهر له العديد من التعريفات في كتب الفلاسفة وقد جاءت هذه التعريفات على النحو التالي:

  • الموسوعة السياسية: عرفت الموسوعة السياسية المواطنة على أنها ““صفة المواطن الذي يتمتع بالحقوق ويلتزم الواجبات التي يفرضها عليه انتماؤه إلى الوطن”.
  • قاموس علم الاجتماع: مكانة أو علاقة اجتماعية تقوم بين فرد طبيعي ومجتمع سياسي “دولة” ومن خلال هذه العلاقة يقدم الطرف الأول “المواطن” الولاء، ويتولى الطرف الثاني الحماية، ويحكم هذه العلاقة مجموعة من الأنظمة والقوانين.
  • من منظور نفسي: هي الشعور بالانتماء والولاء للوطن وللقيادة السياسية التي هي مصدر الإشباع للحاجات الأساسية وحماية الذات من الأخطار المصيرية، وبذلك فالمواطنة تشير إلى العلاقة مع الأرض والبلد.

 أهداف المواطنة في تطور المجتمع

بعد لتعرف على مفهوم ومصطلح المواطنة وهي العلاقة القائمة بين الفرد والدولة التي يقيم بها، ويترتب على ذلك مجموعة من الحقوق، والواجبات، وتجمع بين الحرية والمسؤوليات، أما عن أهداف المواطنة فقد جاءت على النحو التالي:

  • الإلمام بالمواطنة من حيث المفهوم، والحقوق، والواجبات، والقدرة على التفريق بين المواطن الصالح وغير الصالح من حيث مجموعة المبادئ والأسس التي يحتوي عليها هذا اليوم.
  • ومن أهداف المواطنة أيضاً الإلمام بالمبادئ القانونية، وغير القانونية للمواطنة والتي تتمثل في الحرية، والمساهمة الفاعلة، والعمل على مبدأ تكافل الفرص، والحفاظ على ممتلكات الدولة العامة، وإشاعة مفهوم التضامن بين الأفراد.
  • الالتزام بمبادئ المواطنة: مثل الديمقراطية، المساهمة السياسية الفاعلة مع ضرورة الالتزام بالدستور المعمول به في البلاد، كما وإن من مبادئ المواطنة التحرر من الانحياز والتعصب، والتمييز، وقيام الدولة بتطبيق منهج علمي في التفكير، والعمل على احترام حقوق الإنسان، سيادة القانون، والإنسانية.

ما هي خصائص المواطنة

استكمالاً لما قمنا بعرضه من معلومات عن المواطنة يقودنا الحديث للانتقال في محور آخر من أهم المحاور التابعة لمفهوم المواطنة ألا وهو خصائص المواطنة، وعليه تتجلى خصائص المواطنة في الأمور التالية:

  • الخاصية الأولى من خصائص المواطنة أنها (علاقة تبادلية): فالمواطنة عبارة عن علاقة متبادلة بين الفرد وموطنه كما أنها قابلة للتغيير، والتطور بين الفترة والأخرى.
  • علاقة طوعية: الفرد تربطه علاقة طوعية اختيارية مع موطنه والأفراد المقيمين معه في الوطن الواحد، على الرغم من اختلاف الفئات، وعليه إن هذه العلاقة تكون قائمة على حب الوطن وشعو ركل فرد في الوطن بانتمائه إليه والتضحية من أجله.
  • الفردية: كل فرد في المجتمع يتمتع بمجموعة من الحقوق المدنية والسياسية بصرف النظر عن انتمائه.
  • قابلية الاكتساب والفقدان: إنّ المواطن لا يُولد وإنّما يُصنع من خلال الممارسات الني يقوم بها الأمر الذي يكسبه عدد من الصفات التي تكون شرط لحصوله على الجنسية والتمتع بالحقوق التي تمنحها الدولة للأفراد.

ما هي أنواع المواطنة في تطور المجتمع

استكمالاً لما قمنا بعرضه من معلومات عن المصطلح حديث الظهور في عالم السياسة والفلسفة وهو المواطنة نستكمل الحديث لعرض أنواع المواطنة التي جاءت على النحو التالي:

  • المواطنة السياسية

تقوم المواطنة السياسة على مقومين أو قاعدتين أساسيتين وهما المحتوى القانوني وما يتعلق به من أمور الجنسية، والحق في الاقتراع والانتخاب.

  • المواطنة الاقتصادية

من غير الممكن احتكار السياسة وما يتعلق بها من مفاهيم وحقوق متعلقة بها كون المواطنة تتضمن على كافة جوانب الحياة في المجتمع، كما أن السياسة الاقتصادية لها تأثير بشكل كبير على ممارسة المواطنة، فالفقر و البطالة أو العيش في قاع وهامش المجتمع هو تدمير منهجي للمواطنة التي يجب أن يتمتع بها الفرد.

  • المواطنة الاجتماعية

مفهوم المواطنة الاجتماعية ناتج أو متطور من الشكلين السابقين لها، أي السياسي و الاقتصادي، فالمواطنة الاجتماعية هي الحد الأدنى من المواطنة التي يمكن أن يحصل عليه الفرد في دولة القانون وليس دولة العصابات.

شروط المواطنة ومقوماتها الأساسية

إن مفهوم المواطنة يعني ‏الفرد الذي يتمتع بعضوية بلد ما، ويستحق بذلك ما ترتبه تلك العضوية من امتيازات، في السياق ذاته يُذكر إن لهذا المفهوم مجموعة من الشروط والمقومات الأساسية وهي كالتالي:

  • إن اكتمال نمو الدولة ذاتها بُعداً أساسياً من أبعاد نمو المواطنة، في الإطار ذاته إن نمو الدولة يعتمد على مدى امتلاكها لثقافة المواطنة التي تؤكد على المشاركة والقانون والدستور، فالدولة الاستبدادية لا تتيح الفرصة أمام نمو المواطنة.
  • يرتبط مفهوم المواطنة بالديمقراطية ارتباطاً وثيقاً فالديمقراطية هي الحاضنة الأولى لمبدأ المواطنة.
  • تمتع المواطنين بمختلف الحقوق السياسية، والقانونية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية.
  • إن الفرد البالغ العاقل هو واحد من أهم المكونات الأساسية لمفهوم المواطنة، فهو يخضع لعملية التنشئة الاجتماعية والثقافية والسياسية.
  • إن  إشباع الحاجات الأساسية للبشر، في أبعادها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، أحد المقومات الرئيسية للمواطنة.

لماذا تساهم المواطنة في تطور المجتمع وتنميته، لقد جاء هذا الطرح بناءً على البحث المستمر من قبل العديد من الأفراد الراغبين في التعرف على مفهوم المواطنة، بدورنا قمنا بعرض كافة المعلومات ذات الصلة الوثيقة، بذلك نكون توصلنا إلى نهاية هذا المقال.