كم مكث اصحاب الكهف في كهفهم وكم عددهم، قص الله الله في القرآن الكريم العديد من قصص الأنبياء والصالحين وقصص الكفار والطاغين لنفكر ونعتبر، ومن القصص التي وردت في القرآن الكريم قصة أصحاب الكهف في سورة الكهف، وهي من القصص الغريبة التي حدثت في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتروي قصة أصحاب الكهف عن مجموعة من الفتية الذين دعوا الله أن يلهمهم الرشد ويثبتهم على إيمانهم، حتى وصلوا كهفاً، وخلال مكوثهم في الكهف نام أصحاب الكهف نوماً طويلاً، ولما استيقظوا ظنوا أنهم لم يناموا إلا يوماً أو بعض يوم.

مدة لبث أصحاب الكهف في كهفهم

لبث أصحاب الكهف في كهفهم عند أهل الكتاب والسنة 300 سنة شمسية، وعند العرب جاء مدة مكوث أصحاب الكهف في كهفهم في القرآن الكريم 309 سنة قمرية، والدليل قوله تعالى: (وَلَبِثوا في كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنينَ وَازدادوا تِسعًا قُلِ اللَّـهُ أَعلَمُ بِما لَبِثوا لَهُ غَيبُ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَبصِر بِهِ وَأَسمِع ما لَهُم مِن دونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشرِكُ في حُكمِهِ أَحَدًا).

وتعود قصة أصحاب الكهف إلى مجموعة من الفتية الذين آمنوا بالله الواحد، وابتعدوا عن عبادة الأصنام التي كان يعبدها قومهم، وكان لهم ملك ظالم، وعندما عرف إيمانهم توعدهم العذاب الشديد، فهربوا الفتية إلى كهف ذكر المؤرخون أن مكان الكهف هو واد قريب من أيلة في العقبة جنوب فلسطين، ومن المؤرخون قال أن الكهف عند نينوى في الموصل شمال العراق، ومنهم من قال الكهف ي جنوب تركيا من بلاد الروم سابقاً.

كم عدد أصحاب الكهف في القرآن

جاء ذكر عدد أصحاب الكهف في القرآن الكريم في قوله تعالى: “سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا”، ونستدل من الآية السابقة أن عددهم غير معروف، ولا ينبغي أن نجادل في عددهم، أو في أحوالهم، إنما نقتصر الأمر على ما أنزله الله تعالى في القرآن الكريم، وما بينه لنا النبي صلى الله عليه وسلم عبر السنة النبوية الشريفة.

في زمن أي نبي كانوا أصحاب الكهف

ذكر ابن كثير في تفسيره أن الفتية أصحاب الكهف كانوا على دين النبي عيسى عليه السلام، وقيل في قصة أصحاب الكهف، كان يوجد ملك اسمه دقنيوس لا يبقى أحداً على قيد الحياة وقتله إذا وجده على دين النبي عيسى عليه السلام، وكان الملك دقنيوس يقوم أول بأول الطواف حول مدن الروم لمعرفة لقتل كل من يجده على دين عيسى عليه السلام، ولقد أنكر الفتية أصحاب الكهف عبادة الأصنام التي كان يتبعها الملك دقنيوس، فهرب الفتية من بلدتهم خوفاً من بطش الملك الظالم، فوجدواً كهفاً في جبل على أطراف بلدتهم، فدخلوه واختبأوا به.

ولقد شعر الفتية بالتعب فاستلقوا ليناموا ، هنا حصلت معجزة الله تعالى فقد أنامهم المولى عزوجل ثلاث مئة وتسع سنين كاملة، وفي تلك السنين كان الله تعالى يقلبهم يميناً ويساراً في نومهم، حتى يحافظ على أجسامهم ولم تكن الشمس تصلهم فلم تتأثر أجسامهم بأشعتها، وظلوا هكذا وكلبهم باسط ذراعيه بباب الكهف حماية لهم حتى أيقظهم الله عزوجل.

كم عدد أصحاب الكهف عند الشيعة

يقول أهل الشيعة أن عدد أصحاب اهل الكهف سبعة وثامنهم كلبهم وأسمائهم هي: مكسلمينا، تمليخا، مرطونس، نينوس، ساريولس، زونوانس، فليصطسيونس، قطمير، واسم الكهف الذي اختبوا فيه هو الوصيد، اما اسم الجبل فهو ناجلوس، ومكانه في افسوس والتي يُطلق عليها حالياً اسم طرطوس، ولقد مكث أصحاب الكهف ثلاثمائة وتسع سنين، هذا والله تعالى أعلم.

وصلنا لختام المقال، والذي من خلاله تعرفنا على كم مكث اصحاب الكهف في كهفهم وكم عددهم، ولقد قص الله تعالى في القرآن الكريم قصة أصحاب الكهف في سورة الكهف، وهم الفتية الذين مكثوا في الكهف ثلاثمائة وتسع سنين، وكلبهم باسط ذراعيه بباب الكهف حماية لهم حتى أيقظهم الله تعالى.