كي ينجح الطفل في حياته، لا بد من وعي الأبوين بأهمية تعزيز مهارات الطفل الحياتية، التي تعينه بالضرورة على التغلب على العقبات التي تعرقله خلال طريقه، وتؤهله لإجتياز كل مرحلة بمنتهى اليسر، وتحقيق أسمى النجاحات.

كيفية تعزيز مهارات الطفل الحياتية

توضح الكثير من الأبحاث العلمية أن درجات الإختبارات ترتفع تتجاوز 10% من جراء حصول الأطفال على تشجيع فعال، ذاتيًا كان، أم تعليميًّا، ونتج عن ذلك أن قامت المدارس في جميع دول العالم بعمل برامج متخصصة؛ لكي يساهموا في التركيز على نقاط القوة لدى الطلاب.

كما ركز مؤتمر ” التعليم الإيجابي ” الذي قام في “بيركشاير” في كلية “ويلينغتون” على توضيح طريقة مساعدة المعلمين للأطفال على تطوير مهاراتهم الداخلية، فقد لوحظ قيام الآباء بترك حلقة التعليم، وهم لا يفهمون مدى أهميتهم في الحصول على تعليم جيد لأبنائهم، بدلًا من تركهم في مدارسهم دونما توجيه، إذ يستطيع المعلم والمدرسة خلق متعلمين متفوقين من الأطفال إذا قام آباؤهم بتطبيق إستراتيجيات منزلية يتبعها الطفل، أهمها تشجيع الطفل لكي يصل لمستوى أعلى في الفصول الدراسية، فيما يلي نتناول أهم النصائح التي تعمل على تعزيز مهارات الطفل الحياتية:

  • ضبط التحكم الذاتي

ثمة الكثير من الدراسات التي تربط بين قدرة الطفل على ضبط إندفاعه وما ينتج عنها من تعزيز مهارات الطفل العقلية، والصحة، والثروة في المستقبل، يلزم للمتعلم الناجح أن يستمع، ويفكر، ويفهم جيدًا، وأن يستمر في التطور بواسطة الإنتقال بين المواقف الصعبة، وتأدية الأعمال المتفاوتة في درجة صعوبتها، وتنظيم أوقاتهم، والإهتمام بالتركيز العقلي لديهم.

وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال الذين يهتفون بأول إجابة تتبادر إلى عقلهم داخل الفصل الدراسي، لا يصنفون ضمن المتعلمين الناجحين إطلاقًا، كما أن الطفل الذي لا يستطيع التحكم فيما ينتابه من مشاعر الحزن والفرح، لن يتمكن من ذلك.

  • إتاحة العيش الرغيد

قد يبدو الإقبال على حب الحياة، بما تحمله من الرخاء، والإستجمام، أمرًا يستدعي بعض الغرابة في عالم يقوم على أساس نتائح الإمتحانات، وجعلها الركيزة الأساسية لمعرفة مصير الأطفال، ويتناسى دور تعزيز مهارات الطفل في تحقيق نجاحه، لكن الحقيقة مؤداها أن الشعور بالحب والأمان يمنحان الركائز والسمات التي يحتاج إليها المتعلم، وأهمها أن تكون منفتحًا على العالم، محبًّا للتواصل.

فلا شك أن التأمل في الطبيعة، والتمتع بالتعلم الذاتي، والشعور بالرضا،والإستمتاع بما يحيط بالإنسان من مظاهر حياتية متعددة، تسهم في الإقبال على الحياة، ما يشجع الطالب، ويمنحه الثقة، ويثير فضوله للتعلم.

  • تعويدهم على الشجاعة

إن الإقبال على تعلم العلوم الصعبة، كالفيزياء، أو لعب التنس، أو العزف على البيانو، ما هو إلا محاولة لمعرفة المجهول، والوصول إلى معارف علمية معقدة بالنسبة إلى الكثيرين، ما يؤدي إلى تعزيز مهارات الطفل وتنميتها، ورغم أن المتعلمين الناجحين لديهم خوف من المجهول كباقي المتعلمين، إلا أنهم يسيطرون على هذا الخوف، ويمتلكون التركيز الذي يكفي لنجاح مهامهم.

يتمكن هؤلاء المتعلمون من المحاولة والفشل، ثم إعادة المحاولة ثانيةً، وأيضا يتمكنون من التنقل في المراحل المدرسية بجدارة، فالحق أنه يلزم الطلاب جزء من الشجاعة الأخلاقية؛ تحيلهم عن الإنحراف، وتوجههم نحو الأخذ بالمعارف المختلفة.

  •  تعزيز مهارات الطفل بالمرونة

لا شك أن المرونة صفة رئيسية لنجاح تجربة التعلم، وقد أوضح عالم النفس الأمريكي “مارتن سليجمان”، الذي درس هذا الموضوع بشكلٍ مفصل، أن المرونة تجعل الطفل مبدعًا ومفكرًا بشكلٍ مثالي، وتبعده عن القلق والإكتئاب.

الأطفال المرنون يفضلون تجربة كل ما هو جديد، ويفهمون أن الإقبال على تعلم شيء مستحدث يواجه الكثير من الصعاب والفشل، والتي يمكن تخطيها عن طريق التجربة، وكثرة المحاولة، فالأطفال المرنون يختلفون عن غيرهم، حتى في تفكيرهم الذاتي.

ومثال على ذلك: إن حصل الطفل المرن على درجات قليلة في مادة الرياضيات، فهو لا يتعقد من الرياضيات في المستقبل، ولكن ينظر إلى الجانب الإيجابي، ويحاول معرفة الأخطاء التي كانت سببًا في هذا الأمر، مثل: المذاكرة بطريقة غير جيدة، والتفكير في التفوق في المرات القادمة، بتحقيق المذاكرة الجيدة، والتهيؤ الجاد للإختبار، فالمرونة تسهم في تعزيز مهارات الطفل بلا شك.

  • تعويدهم على الصدق

الصدق من أهم الأشياء التي تضمن تحقيق تعلم ناجح؛ لأن الخداع والزيف يمنعون التطور، فكلام المتعلم البارع مختلف عند وصفه لعلمه، فلا يقول: ” أنا متفوق في العلوم ” ولكن سيقول ” لدي القدرة على إدراك عملية البناء الضوئي، ولكن لست مدركًا الهيكل الذري إلى الآن ” وتلك الصفة يجب زرعها في نفس الطفل في وقتٍ مبكر.

إن صغار السن ممن لم يدخلوا المدرسة بعد، قد يسألون ماذا تعني الكلمات أثناء إستماعهم إلى القصص، بدلًا من التركيز في فهمها، فلا شك أنهم بذلك يخطون الطريق الصحيح بالفعل؛ ليكونوا متعلمين ناجحين، إذ يقوم الصدق بتعزيز علاقات الأطفال ومعلميهم، وينمي ثقتهم، ويعطي للأطفال قدرة على التمكن من التعلم الجيد.

كل ما سبق من نصائح تساعد على تحقيق حياة كريمة للطفل، وتساعدة على تلقي العلوم الجديدة بإقبالٍ، وتجعله ضمن لائحة المتعلمين الناجحين، بل وفي مقدمة كل تفوق، فلا شك أنها تسهم في تعزيز مهارات الطفل بالضرورة.

شـاهد أيضاً..

أخطاء تربوية فادحة .. إحذر من إتباعها!

7 أفكار لتحفيز الأبناء وإستغلال الاجازة الصيفية

المشكلات السلوكية الشائعة عند الأطفال وطرق حلها